Monday, June 29, 2009

جارتي

جَــــارَتي

 

جارتي

لم أكُنْ في البِدءِ زاني

لم أكُنْ عبدَاً لذَاتي

لم أكُنْ أمشي يَسارا..

لم أكُنْ أذبحُ بالوهم شقائي

لم يكُنْ جُوعِي انفرَادي

لم نكُنْ نملِكُ في الأمرِ اختيَارا..!

ثُمَّ لَمَّا..

كانَ رَفضٌ من أبِيها

قاطِعاً..

صَارِماً..

مُوغِلاً في المنعِ

فاشتدَّ الحِصَارا

ثُمَّ لَمَّا..

حُبُّنَا كان هَدِيراً صاخبَاً

وبقَلبي هَمهَمَاتٍ وَسُعارا

لم نعُدْ نمْلكُ صَبْراً وانتظارا

واربَت ليّْ.. فَتَحَتْ شُبَّاكها

واعداً جنَّتهُ

مِثْلنا... يسكنُهُ الشَّوقُ انبهَارا

فالتقَينا –ذَاتَ فَجرٍ-

جمراتٍ حَارقَةْ

ورُعودَاً مَاطِرَةْ

وانصَهَرنا إنصهَارَا

وأذَبنَا بدِماءِ العُرفِ أخلاقَ التقَاليدْ

وأفقنا في ظَلامِ البيتِ مقطوعِ الوريدْ

وأرَقنا دَمعَنَا.. شوكاً ونارا

وتحَدَّينا الدُّوارا

وأحَلنا شرَفَ العفَّةِ عارا

وتفَجَّرنا شظايا

وتكسَّرنا مرايا

ثُمَّ رُحنا –دُونَ خوفٍ-

في طريقٍ للحَيارى!!

* * *

يا أباهَا.. يا كَريمَاً

مِمَّ أخشَى؟!

جِئتُ أستَأذنُ بابَكْ

إذْ رَآني...

فتَمَخَّضتُ استراقا!!

No comments:

Post a Comment

محمود قحطان